كيف بدأت السمنة؟

2021/04/20

عرف قديمًا أن المعدة هي بيت الداء والدواء، ويظل علم التغذية من أهم العلوم، نظرًا لدوره المهم في علاج المرضى، خاصة مرضى السكري؛ حتى تم اكتشاف الأنسولين عام ١٩٢١؛ حينها وقع الأطباء في خطأ فادح، حين خيل لهم أنهم لم يعودوا بحاجة لعلوم التغذية كما كان من قبل. بعد الطفرة الصناعية في منتصف القرن العشرين، وإدخال سكر الجلوكوز، والفركتوز في أغلب الأغذية المبيعة، بدأت أعداد مرضى السكري من النوع الثاني، والضغط، وأمراض القلب في تزايد مستمر . الإحصائيات تقر بتزايد أعداد المرضى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، التوقعات تؤكد أن العدد سيصل إلى 642 مليون مريض بحلول عام 2040. الأبحاث العلمية الجديدة توصلت إلى السبب الرئيسي لحدوث مرض السكري من النوع الثاني الذي يعرف بمقاومة الأنسولين، حيث تفرز أجسام المرضى هرمون الأنسولين بكميات كبيرة، لكن دون استجابة من الجسم للأنسولين. بينما مرضى السكري من النوع الأول، يفتقدون إفراز الأنسولين في أجسامهم والنتيجة: ارتفاع مستوى سكر الدم في الحالتين، السكر من النوع الأول والثاني، مع اختلاف الأسباب. مع الوقت بدأت الأمور تتضح أكثر، حين تم الربط بين مقاومة الأنسولين والسكر من النوع الثاني، والضغط المرتفع وأمراض القلب والشرايين، والأمراض المناعية، وتكيس المبايض عند السيدات. وبدأنا نتجه لعلم التغذية العلاجية وبقوة مرة أخرى، في بداية القرن الحادي والعشرين. بدأ اهتمام الأطباء بالعلم يتزايد، كما كان من قبل. لكن السؤال الأهم حاليًا ما هي مقاومة الأنسولين؟ هي: عدم قدرة الأنسولين سواءً الذي يفرز من البنكرياس (كما في مرضى السكر من النوع الثاني)، أو الذي يتم حقنه بغرض تعويضي (كما في مرضى السكر من النوع الأول) على إدخال السكر داخل الخلايا العضلية؛ حيث إن الأنسولين مسؤول فقط عن إدخال الجلوكوز للخلايا العضلية والخلايا الدهنية. معنى ذلك أن المريض المصاب بمقاومة الأنسولين معرض جدًا لزيادة الوزن، لأن الأنسولين في هذه الحالة لا يستطيع إدخال الجلوكوز للعضلات، كي يتم استعماله، وعندها يضطر إلى إدخال الجلوكوز إلى الخلايا الدهنية، وتخزينه كدهون إلى حين الحاجة إلى استعماله.. هل تنتهي القصة هنا؟.. للأسف! لا لأن مستويات الأنسولين المرتفعة باستمرار في مرضى المقاومة قد تتسبب في منع حرق الدهون، حتى لو قرر المريض اتباع حمية غذائية، وارتفاع مستويات هرمون الأنسولين، تستفز الجهاز العصبي السمبثاوي، المسؤول عن ارتفاع الضغط، وانقباض الأوعية الدموية. المستويات المرتفعة نفسها يمكن أن تتسبب في زيادة الالتهابات في الجسم، واختلال في الهرمونات المسؤولة عن التبويض لدى الإناث، ومن ثم ظاهرة تكيس المبيض. السؤال المطروح الآن كيف نعيش في عالم صحي خالٍ من السمنة والأمراض المزمنة؟ وكيف يتم علاج مقاومة الأنسولين؟